الأربعاء، 19 أغسطس 2015

كوكا كولا الغزو السلمي :) my work



                                   



الكوكا كولا Coca-Cola مشروب مرطب يعرف في أمريكا بالكوك           "Coke" وهو ماء مكربن أي مضاف له غاز ثاني أكسيد الكربون مع محليات ( سكر ) و مادة أو نكهة الكولا ومواد مضافة أخرى , و بغض النظر عن التسمية فإن منتجات الكولا الحديثة لم تعد تحتوي على مستخلص جوز الكولا بل باتت تنكّه باستخدام السكر وحمض الستريك والفانيليا والقرفة وغيرها من المنكهات، و التى تتميز به عن باقي المنتجات المنافسة

تبدأ قصة كوكا كولا في 8 مايو1886 عندما تمكن صيدلي أمريكي يدعى " جون ستيث بمبرتون " الذي كان يملك صيدلية "جاكوبس" في أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية من تركيب منتج بديل للكحول   من خلال إضافة ثاني أكسيد الكربون  إلى المياه مع محليات (سكر أو أسبارتام ( ومادة "الكوك" الامريكي اللاتينى  ونكهة "الكولا"المشتقة من بذور نبتة جوز الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين، وتوصل إلى إنتاج الشراب المعروف اليوم باسم "كوكا كولا"، كان الشراب يباع في سنته الأولى في الصيدلية تحت اسم "نافورة شراب الصودا" باعتباره نوع من الدواء الذي يقوي الأعصاب ويخفف من آلام الرأس كما يساعد على عملية الهضم حيث كان هناك اعتقاداً شائعاً في تلك الفترة في الولايات المتحدة أن المياه الفوارة مفيدة للصحة، إضافة إلى اعتباره مشروبا منعشا ولذيذا.
تم اختراع الكوكا كولا قبل اختراع ال بيبسي و قد اختار الاسم " كوكا كولا " محاسب السيد" بمبرتون " السيد " فرانك روبنسون " و بصفته محاسب آنذاك كان في نفس الوقت خطاط حيث كتب الاسم Coca Cola بالطريقة التي لا زالت موجودة على كل عبوات كوكا كولا الآن .


و كان مشروب الكوكا كولا يشرب كدواء للقضاء على اثار شرب الخمر من دوار و غثيان و صداع بعد شرب كميات كبيرة من الخمر فقد كان  "بمبرتون " يعمل طبيبا للجيش ، وفي أبريل عام 1865 م أثناء معركة كولومبوس ) آخر معركة بين الولايات) أصيب" جون بمبرثون "وأصبح مدمناً للكحول والمورفين ولم يشفى من الإصابة ف أجرى التجارب على مادة الكولا ومثيلاتها وبالصدفة إكتشف جون مشروب الكوكا كولا و كان من مكونات الكوكاكولا حبوب الكولا الغنية بالكافيين و نبات الكوكا   و الذى تم سحبه من المشروب عام 1905 ,
وقد لقي المشروب رواجا كبيرا في الجيش الأمريكي حيث أن عددا كبيرا من الجنود الأمريكيين كانوا من مدمنى الكحوليات وسرعان ما انتشرت المصانع المنتجة للمشروب ، وقال جون أنه قد صنع مشروبه الخاص ، ولكنه منعش ولذيذ ويعطي نشاطا أكثر من المشروبات الأخرى ويشفي من الأمراض السائدة في هذا العصر وغير ضار بالصحة
و طبعا اشتهر المشروب الى ما هو عليه الآن حيث ان ما يقارب من مليار عبوة كوكا كولا تشرب يوميا.

إنتشار كوكاكولا ولا فى العالم

في عام 1900 جرى تسويق كوكا كولا لأول مرة خارج أمريكا بعد زيارة تشارلز كاندلر إلى بريطانيا وتمت أول عملية بيع للمشروب في لندن بتاريخ 31 أغسطس 1909، ثم وصلت كوكا كولا إلى كندا وهونولولو والمكسيك ولم ينقض العام 1916 حتي كانت تباع في كوبا وجمايكا وألمانيا وبورتوريكو وفرنسا.
كان أول مصنع لتعبئة الكوكا كولا في الشرق الأوسط كان في مصر وقد أنشئ في عام 1944 بحي الدقي بمحافظة الجيزة.
منذ خمسينيات القرن العشرين كان في الرياض معمل ينتج مشروب كوكا كولا بامتياز، كما أنتجت كوكا كولا لفترة طويلة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية .
وفي العراق كان مصنع كوكا كولا يقع في العاصمة بغداد في بداية شارع شيخ عمر (المنسوب إلى عمر السهروردي) وكان يتميز بواجهته الزجاجية الواسعة التي تكشف على المعمل ومكائنه .

سحر التسويق مع كوكا كولا

ما ميز كوكا كولا عن غيرها هو إدراكها المبكر جدا لقوة وسائل الإعلام والدعاية قبل أي شركة أخري بكثير، وتعظيمها الجيد لأهمية الدفع والترويج لمنتجاتها بقوة، فلقد أنفق  "بيمبرتون " 74 دولار علي كوبونات الدعاية بعد ثلاثة أسابيع فقط من اختراعه، رغم أن مبيعاته في العام الأول كانت بمعدل 6 أكواب يوميا بسعر الكوب خمسة سنتات، وحقق دخلا كليا في هذا العام 50 دولار، وهنا نلاحظ أن ما أنفقة " بيمبرتون "علي الدعاية كان أكبر من الدخل .
انتقلت حقوق كوكا كولا إلي " آسا كاندلار "بعدما باعها  " بيمبرتون"، ولم يقف" كاندلار" عند الإعلانات فقط، بل استخدم تعبئة المنتج في الترويج له، فأقرت الشركة مسابقة عام 1915 لاختيار تصميم لزجاجة الكوكاكولا، وحازت ( شركة روت جلاس ) بقبول تصميمها الذي أصبح يمثل شخصية كوكا كولا ، وكما أوضح " آسا كاندلار " رئيس الشركةنحن في حاجة إلي زجاجة يعرف الشخص أنها كوكا كولا حتى عندما يلمسها في الظلام.

كانت الحرب العالمية الثانية من أعظم الأحداث التاريخية بوجه عام وتاريخ الصناعة علي وجه الخصوص حيث حققت العديد من الشركات نجاحا جماهيريا باعتمادها علي هذه الحرب ومن أمثلة الشركات التي نجحت في استغلال الحدث شركة نستله، والتي بلغ الطلب علي منتجها نسكافيه ذروته فمن 100 مليون دولار وصل إلي 225 مليون دولار ، وكذلك شركة هاينز والتي أطلقت شعارا لهاالمخللات لتتبع الطائرات “.
وأما عن كوكاكولا، فقد انتقلت حقوق الشركة مرة أخري إلي رجل أعمال من أتلانتا يدعي " إرنست وودروف " بعد أن باعها أبناء " آسا كاندلار " بمبلغ 25 مليون دولار ( كان المبلغ ضخما آنذاك )، تولي " روبيرت وودروف  " ابن وودروف أطول فترة رئاسية في تاريخ الشركة من (1885-1890)، أخذ " روبيرت "قراره بالتزام الشركة بيع زجاجة الكوكا كولا بسعر نيكل واحد (خمس سنتات) لأفراد الجيش، ولكي تفي كوكا كولا بوعدها أنشأت 60 مصنع تعبئة متنقل ليلازم الجيش بطاقة إنتاجية 1370 زجاجة في الساعة ويقوم علي المصنع فردان فقط، ومن المفارقات المضحكة أن كوكا كولا تحسبا لتهديد الحكومة لها بترشيد استخدام السكر ، قامت وبكل جرأة وطموح بإقناع الحكومة أن مشروبها ضروري لسعادة القوات الأمريكية.
أظهرت كوكا كولا براعة فائقة خلال فترة " روبيرت " في إستغلال كل المناسبات المختلفة وأظهرت لمستهلكيها أنها معهم دوما، حتي أنه عند عودة رواد مركبة الفضاء أبوللو من رحلتهم الشهيرة رحبت بهم كوكا كولا قائلةمرحبا بعودتكم إلي الأرض ، بيت كوكا كولا.

حقا استطاعت كوكا كولا أن تحفر اسمها بحروف من ذهب في قلوب الأمريكيين حتي أن مجلة التايمز الأمريكية أعلنت أن كوكا كولا هي الغزو السلمي لمعظم العالم .

Coca-Cola .. peaceful invasion#

by

Maha Aly
 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق